طفل يمني اسمه ماهر يكتب بعين واحدة في سنته الدراسية الأولى، في مقعده الأول بالصف يميز ماهر كراسته بصعوبة، وفي فسحة يومه الدراسي الأول يتعثر ماهر اثناء سيره جراء ضعف نصف بصره، ماهر طفل يمني ولد مع العدوان ويموت تحت الحصار وهو بانتضار الوعد "الأممي" بالعلاج منذ ثلاث سنوات وهو في كل يوم يمر عليه يوشك على فقدان عينه الأخرى بعد الأولى التي اقتلعها السرطان العام الماضي.
ماهر الطفل المريض يدعو ربه ويبتهل اليه ان يشفيه من جميع أمراضه لانه يعلم جيدًا بان الأمم المتحدة المزعومة لن تجدي نفعًا.
لماهر شقيق مريض ساءت صحته بانتظار الجسر الجوي الموعود من الأمم المتحدة فقطع السرطان حياته في الطريق البري بين صنعاء وعدن، وهو الان ينتظر فتح المطار ليسافر ويتعالج ويعود سليمًا ليلعب مع اترابه.
لعل ماهر لا يعرف الأمم المتحدة قد ماتت، لكن أمه تعلم ذلك جيدا، كما انه لا يعرف ان عشرات الأطفال الذين مثله يموتون مع غروب شمس كل يوم ينتظر، لكن اهله يتقطعون أملا في رحلة أممية قد تسمح لأنفاسه أن تطول.
وتؤكد والدة ماهر انها تتألم لكنها لا تستطيع التعبير عما يجول في خاطرها وتضيف بأن لو المطار لها لافتتحته وأخذت كل الأطفال للعلاج.
بيد ان الانتظار كان عبثيا لذوي المرضى لفتح مطار صنعاء أو جسر جوي للحالات الطارئة لمنظمة الصحة العالمية، فمنذ أكثر من عامين على افتتاحه اعلاميًا تساءلنا عن مشروع جسر الأمم المتحدة الإنساني لنقل الاف المرضى اليمنيين المهددين بالموت للعلاج في الخارج.
وفي مقابلة مع رئيس اللجنة الطبية الدكتور مطهر درويش أجاب انه مرت شهور وبعدها سنة أبلغونا حينها بأن الموضوع قد ألغي، وهذا القرار لم يكن له أساس من الصحة سوى انه حبر على ورق.
لسنوات طويلة ظلت قائمة آلاف المرضى حبيسة الادراج وبدا ان الأمم المتحدة كانت قد حجزت رحلات للمرضى الى السماء وليس لعلاجهم فيما ظلت أبواب مطار صنعاء مغلقة بوجه أبناء الشعب اليمني.
المصدر: قناة المسيرة
